اسماء المحبة لما كان الفهم لمسمى الحب أشد وهو بقلوب العرب أعلق كانت أسماؤه لديهم اكثر وهذه عادتهم في كل ما اشتد الفهم له، أو اكثر خطورة على قلوبهم تعظيما له ، أو اهتماما به ، أو محبة له ، فالأول كالأسد والسيف ، والثاني كالداهية ، والثالث كالخمر ،وقد اجتمعت هذه المعاني الثلاثة في الحب فوضعوا له اسماء كثيرة ومنها :
المحبة ،، العلاقة ،، الهوى ،، الصبوة ،، الصبابة ،، الشغف ،، المقة ،، الوجد ،، الكلف ،، التتيم ،، العشق ،، الجوى،، الدنف ،، الشجو ،، الشوق ،، الخلابة ،، البلابل ،، التباريح ،، السدم ،، الغمرات ،، الوهل ،، الشجن ،، اللاعج ،، الإكتئاب ،، الوصب ،، الحزن ،، الكمد ،، اللذع ،، الحرق ،، السهد ،، الأرق ،، اللهف ،، الحنين ،، الإستكانة ،، التبالة ،، اللوعة ،، الفتون ،، الجنون ،، اللمم ،، الخبل ،، الرسيس ،، الداء المخامر ،، الود ،، الخلم ،، الغرام ،، الهيام ،، التدلية ،، الوله ،، التعبد ،،؛
المحبة : فقيل أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الاسنان ونضارتها حبب الأسنان .. وقيل هي مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله.. وقيل بل ماخوذة من حبة القلب وهي سويداؤه ويقال ثمرته فسميت المحبة لذلك لوصولها إلى حبة القلب .. وكلام الناس في المحبة كثير منه , فقيل:هي الميل الدائم بالقلب الهائم , وقيل : ايثار المحبوب على جميع المصحوب , وقيل : موافقة الحبيب في المشهد والمغيب , وقيل : حقيقتها أن تهب كلك لمن أحببته ، فلا يبقى منك شيء , وقيل : هي ان يكون المحبوب أقرب الى المحب من روحه , وقيل : هي ثبات القلب على أحكام الغرام وسلذاذ العذل فيه والملام ومن عجب اني احن إليهــــــــــم ... وأسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها ...ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي يا ثاويا بين الجوانح والحشا ... مني وإن بعدت على ديـــــاره عطفا على صب بحبك هائم ... إن لم تصله تصدعت أعشاره لا يستفيق من الغرام وكلما ... حجبوك عنه تهتكت أســـتاره
العلاقة : وتسمى العلق بوزن الفلق فهي من أسمائها وقد علقها بالكسر وعلق حبها بقلبه أي هويها علق بها علوقا
الهوى : هو ميل النفس إلى الشيء وفعله هوي يهوى هوى مثل عمي يعمى عمى ،، واما يهوي بالفتح فهو السقوط ومصدره الهوي،
الصبوة والصبا : والصبا الشوق ويقال: تصابى وصبا يصبو صبوة وصبوا أي مال الى الجهل وأصبته الجارية وصبي صباء مثل سمع سماعا أي لعب مع الصبيان وسميت الصبوة بذلك لميل صاحبها إلى المرأة الصبية والجمع صبايا مثل مطية ومطايا ، والتصابي هو تعاطي الصبوة والفرق بين الصبا والصبوة والتصابي أن التصابي هي تعاطي الصبا وأن تفعل فعل ذي الصبوة ، وأن الصبا فهو نفس الميل ، وأما الصبوة فالمرة من فالمرة من ذلك مثل الغشوة والكبوة .
الصبابة : هي رقة الشوق وحرارته ، يقال: رجل صب عاشق مشتاق ، وقد صببت يا رجل والصبابة المضاعف من صب يصب والصبا والصبوة من المعتل ،قال الشاعر : تشكى المحبون الصبابة ليتني ... تحملت ما يلقون بينهم وحدي
الشغف : والشغاف غلاف القلب وهو جلدة دونه كالحجاب ، يقال : شغفه الحب أي بلغ شغافه(( قد شغفها حبا ))
المقـة :فهي فعلة من ومق يمق ،والمقة المحبة ، والهاء عوض من الواو كالعظة والعدة والزنة ن فإن أصلها فعل فحذفوا الفاء فعوضوا منها تاء التأنيث جبرا للكلمة وتعويضا لما سقط منها ، والفعل ومقه يمقه ، أي أحبه فو وامق
الوجـد : فهو الحب الذي يتبعه الحزن ، واكثر ما يستعمل الوجد في الحزن ، يقال : وجد وجداً ، يقال: وجد مطلوبه يجده وجودا ، فإن تعلق ذلك بالضالة سموه وجدانا ووجد عليه في الغضب موجدةٍ ، ويطلق على محبة معها فقد يوجب الحزن
الكلف : كلفت بهذا الأمر أي أولعت به فأنا كلف به فتعلمي ان قد كلفت بكم ... ثم اصنعي ما شئت عن علم وأصل اللفظة من الكلفة والمشقة ، والكلف أيضا لون بين السواد والحمرة وهي حمرة كدرة تعلو الوجه
التتيم : فهو التعبد ، قيل تيم الله : أي عبد الله ، واصله تيمه الحب إذا عبده وذلله فهو متيم تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت... إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
العشق : فهو أمرُ هذه الأسماء وأخبثها ، وقل ما ولعت به العرب ، وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه هذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا عنه ، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم ، وانما اولع به المتأخرون ، وماذا عسى الواشون ان يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق نعم صدق الواشون أنت حبيبــــة ... إلي وإن لم تصف منك الخلائــق ورجل عشيق مثل فسيق أي كثير العشق والتعشق تكلف العشق وقيل العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته ، وقيل العشق الإسم والعشق المصدر ، وقيل العشق نبت لزج وسمي العشق الذي يكون من الانسان للصوقه بالقلب
الجوى : الجوى الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن، تقول منه: جَوِي الرجلُ فهو جوٍ مثل دوٍ ومنه قيل للماء المتغير المنتن: جوٍ... قال الشاعر
ثم كان المزاج ماء سحاب ... لا جوٍ آجن ولا مطروق
الدنف : الدنف لا تكاد تستعمله العرب في الحب، وانما ولع به المتأخرون وانما استعملته العرب في المرض . الدَّنَف بالتحريك المرض الملازم، رجل دنف وامرأة دنف وقوم دنف ، يستوي فيه المذكر والمؤنت والتثنية والجمع ، وأدنفه المرض يتعدى ولا يتعدى فهو مُدنِفُ ومُدنَف. كأنهم استعاروا هذا الإسم للحب اللازم تشبيها له به .
الشجو : الشجو هو حب يتبعه هم وحزن . وأيضا الشجو : الهم والحزن. يقال شجاه يشجوه شجوا: اذا أحزنه ، وأشجاه يشجيه إشجاء: اذا اغضبه. ..لا تنكروا القتل وقد سبينا ... في حلقكم عظم وقد شجينا اراد حلوقكم ، والشجى ما ينشب في الحلق من عظم وغيره، ورجل شجٍ أي حزين وامرأة شجية على فعله . فأطلق هذا الاسم على الحب للزومه كالشجى الذي يعلق بالحلق وينشب فيه
يتبع ... ..